لا شك أن المؤسسات الخاصة والحكومية تأثرت بشكل مباشر أو غير مباشر من أزمة فيروس كورونا، وأن معظم المؤسسات توقفت عن العمل والإنتاجية، هنا تبرز أهمية دور إدارة العلاقات العامة والإعلام في أداء المؤسسة وإنتاجها، وتواصلها مع عملائها في ظرف أزمة فيروس كورونا.
أعتقد أن ما حصل للمؤسسات من خسائر، يعد ضمن المخاطر الخارجية التي ليس للمؤسسة علاقة بها، وعادة تضع المؤسسات في خطتها الاستراتيجية العوامل المؤثرة الخارجية للمؤسسة من الجانب الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي، والصحي، لتحديد كل ما من شأنه أن يؤثر في المؤسسة، وهنا يتبين مدى فاعلية الخطة من عدمها؛ لأن أصحاب المؤسسات يضعون في الخطة، جميع الاحتمالات وكيفية التعامل معها.
من الأخطاء الكبيرة التي ترتكبها بعض إدارة العلاقات العامة والإعلام، هو عدم العمل أثناء إغلاق المؤسسة، ولو كانت إدارة العلاقات العامة والإعلام تعمل بجد واجتهاد أثناء الأزمة، فهذا يبعث رسالة للمنافسين، وعملاء المؤسسة، والجهات المختصة، بأن المؤسسة حاضرة حتى في الظروف الصعبة، وينعكس هذا على سمعة وصورة المؤسسة عند الجمهور حاضراً ومستقبلاً.
وتعد إدارة العلاقات العامة والإعلام حلقة الوصل بين الإدارة العليا للمؤسسة، وجمهور المؤسسة، وفعاليتها تكمن في نشاطها وتقنياتها الاتصالية بين الطرفين، وأن الهدف الرئيسي لأي مؤسسة هو تحقيق الربحية، سواء كانت مادية أو معنوية، وأن نجاح أو فشل الشركات والمؤسسات يعتمد على ما يحمله العالم الخارجي (الجمهور) من تصور عن المؤسسة، وأن ما حدث بسبب أزمة فيروس كورونا يعد أزمة مفاجئة دون سابق إنذار، وهذا النوع هو الأشد خطورة من أنواع الأزمات، حيث تكون الخسائر المترتبة عليه أكثر جسامة، وهنا أرى أن إدارة العلاقات العامة والإعلام، يقع عليها الكثير من المهام التي يجب أن تقوم بها، ومن ضمنها:
- على إدارة العلاقات العامة والإعلام التواصل مع عملاء المؤسسة في مدة الأزمة، من خلال التواصل الاجتماعي؛ لطمأنتهم على مصير المؤسسة، وإخبارهم بآخر تطورات المؤسسة، وتوضح المؤسسة للعملاء كيفية تقديم الخدمات لهم، ووضع آلية تواصل بين المؤسسة والجمهور، بطرق عدة ومختلفة.
- يجب أن تكون إدارة المؤسسة العليا مهيأة للتعامل مع المطالب المشروعة لعملاء المؤسسة، في حال لحقهم خسائر مادية بسبب أزمة فيرس كورونا.
- دائماً الأزمات تحمل معها فرصاً، وعلى إدارة العلاقات العامة والإعلام إدراك هذا المعنى جيداً، ومن واجبها التعرف على هذه الفرص، من خلال أدواتها البحثية والاستطلاعية، وتقديمها للإدارة العليا في المؤسسة.
- الإبداع في إنتاج المواد الإعلامية، سواء أكانت في المحتوى الإعلامي، أو في الشكل الإخراجي للمواد؛ لأن الوضع الحالي لا يتواكب مع الأعمال التقليدية، أو العادية، بل العمل على تقديم أعمال إبداعية.
- العمل عن بُعد، وإقناع إدارة المؤسسة والجمهور بتقديم الخدمات أو السلع للجمهور عن بُعد، والوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، وإبراز ما تمتلكه المؤسسة من ميزات وعروض، من خلال التواصل الإلكتروني عن بُعد.