تدبرت كثيراً في معنى كلمة (مثقف )التي يتداولها جميع مجتمعات العالم ، حتى أصبح من حق أي شخص أن يطلق هذا اللقب كيفما شاء ، وعلى من شاء ، وترك ذلك عندي عدة تساؤلات ، من هو المثقف ؟ وما هي صفاته ؟ وهل الثقافة مهنة أم هواية ؟ وهل الأستاذ الأكاديمي أو الإعلامي الناجح محسوبين على المثقفين ؟ واليوم نرى أن بعض الدول أصبحت لديها وزيراً للثقافة ووزارة ، ما هو السر الحقيقي وراء هذه الكلمة !
بعد تأمل شديد أرى أن هناك معيارين أساسيين يعرف بها المثقف عن غيره ، المعيار الأول :كمية المعلومات والمعارف التي لدى الشخص ، وتأتي هذه الخطوة من كثرة القراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في المجال الذي يرغبه ، المعيار الثاني : الأخلاق وهي ثمار ما تعلمه الإنسان سواء من الحياة أو من أي علم ، والأخلاق هي مرآة عما بداخل الإنسان ،إذ ليس من المعقول أن يكون المثقف سيئ الخلق، حتى لو بلغ من العلم ما بلغه غيرة .
التفكير الواعي هي من صفات المثقف التي يمكن من خلالها أن يحلل ويستنبط ويستنتج من معطيات الواقع الذي يعيش فيه ، وأيضاً يحرص على مصاحبة أهل الاختصاص والعلم، ويحب أن يعلم نفسه باستمرار .
المثقفون حقاً هم قلة في المجتمع لكنهم هم الذين يصنعون ثقافة للمجتمع ، والذي يصنع المثقف هم الأسرة ، والمعلم , والكتاب ، ويخطئ من يظن أن من الثقافة المكوث على الإنترنت أو ومتابعة وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة ،ولا أقلل من أهميتهما ، لكن تبقى وسائل ترفيهيا أكثر من أنها تعليمية ، فمستخدمي الانترنت في السعودية تجاوزوا أكثر من 50% من عدد السكان ، لو اعتبرنا أن الإنترنت من الثقافة لأصبح نصف الشعب من المثقفين .
اعتقد إذا توسع شأن المثقفون و الثقافة في المجتمع تصبح هناك حضارة تتباهى الأمم بها ،وهناك أناساً كثر يدعون أنهم مثقفون لا سيما أصحاب المناصب والوظائف المرموقة ،وهم في حقيقة الأمر بعيدين كل البعد عن الثقافة ، ان وجدت في مجتمعنا 2% من المثقفين الذين تنطبق عليهم الصفات والمعيار التي ذكرتها انفاً ، فأعلم أن المجتمع بخير .
